الدرس الثاني: نعمة العقل .
تمهيد .
وهب الله الإنسان عقلا راجحا ميزه به عن سائر المخلوقات وعلينا أن نستخدم هذا العقل استخداما صحيحا وخاصة وقت الشدة أو الأزمات ولا نتسرع في اتخاذ القرارات الهامة قبل التفكير العميق فيها حتى نصل إلى تحقيق ما نتمناه .
عرض الأحداث :
كان الأسد الصغير في العرين منتظرا عودة أبيه حين دخل عليه حارسه القرد صارخا مولاي لقد اصطاد ابن آدم أباك الملك " زمجر الأسد غاضبا وقال : سأثأر لأبي وابطش بابن آدم هذا لقد صدق \أبي حينما حذرني مرارا وتكرارا " سار الأسد على الطريق حتى رأى حصانا جامحا فسأله :" ما بك ؟ قال الحصان يقولون أن ابن آدم قادم من هذا الطريق " تعجب الأسد وقال : كيف تخاف ابن آدم ولك أرجل قوية يمكنها أن تطيح به " فأجاب الحصان : إنك لا تعرفه يا سيدي لقد خدع أبي وكان أحكمنا وأكثرنا فطنة نحن معشر الجياد فقد قابل أبي وهو يأكل فقال له : لماذا تتعب رقبتك الجميلة؟ واقترح علبه أن يطعمه البرسيم في فمه وهو معتدل ووعده أن يقوم بهذا كل يوم ولكنه في اليوم التالي اعتذر لأبي بأنه متعب ولن يستطيع إطعامه ثم اقترح عليه أن يقوم أبي بحمله على ظهره وهو يطعمه فوافق أبي فما أن جلس ابن آدم على ظهر أبي حتى ظل يحمله بقية عمره فأرجوك يا أميرنا إن قابلت ابن آدم أن تخلصنا منه " زمجر الأسد متوعدا :" يا ويله مني ! سأثأر لنفسي ولأبي ولأبيك أيها الحصان مضى الأسد في طريقه وهو يفكر حتى رأى جملا قادما من بعيد انتفض الأسد الصغير وكشر عن أنيابه معترضا الجمل قائلا " لابد أنك ابن آدم سوف أفتك بك فبادره الجمل قائلا " لا يا مولاي إنني جمل هارب من ابن آدم رد الأسد " أنت أيضا مع طولك وضخامة جسمك ؟ يا للعجب !!! قال الجمل "يا مولاي ... إنه يمتلك سحرا اسمه العقل " ثم مضى مصرعا تملك الأسد غيظ رهيب وما أن أفاق من ثورته وفتح عينيه حتى وجد رجلا عجوزا يحمل كيسا على ظهره ويسير ضعيفا فهجم علبه متوعدا وقال في غلظة : هل أنت ابن آدم ؟ رد العجوز في ضعف : أنا إنسان ضعيف يا مولاي " هدأت ثورة الأسد وقال : إن شكلك يوحي فعلا بالضعف " فبادره العجوز " عندك حق إن لابن آدم منظرا رهيبا " بدت على الأسد علامات الخوف وقال محولا زمام الحديث : ولكن قل لي يا إنسان إلى أين أنت ذاهب ؟ رد العجوز : إني أبحث يا مولاي عن أخشاب في الغابة فصنعتي نجار أصنع البيوت لأحمي الخلق من الأشرار " فكر الأسد برهة وقال : إنها فكرة عظيمة اصنع لي بيتا الآن " ابتسم ابن آدم وقال مستسلما : سمعا وطاعة يا مولاي " وبينما العجوز يصنع القفص ابتسم الأسد قائلا لنفسه :" لك أن تخاف من ابن آ>م فأنت ضعيف جدا كما أن وقت غدائي قد حان لذلك سوف أفترسك بعد أن تصنع البيت " ثبت العجوز جوانب القفص بقوة وأعد بابا متينا للقفص ثم قال للأسد مشيرا إلى باب القفص : لقد انتهيت يا مولاي من صنع البيت فلتتفضل هل يناسبك مقاسه أم لا ؟ وما كاد الأسد يدخل القفص حتى أحكم العجوز إغلاق الباب قائلا : والآن يا مولاي أعرفك بنفسي أنا ابن آدم !!! راح الأسد يزأر زئيرا شديدا بينما نظر العجوز إلى السماء وقال :" لك الحمد يا ربي أن ميزتني عن الحيوان بالعقل فنجوت .
من مواطن الجمال :
كيف تخاف من ابن آدم ؟ أسلوب استفهام غرضه التعجب والاستنكار
انتفض الأسد الصغير وكشر عن أنيابه : تعبير يدل على شدة الغضب والاستعداد للافتراس
سحرا اسمه العقل : تعبير جميل حيث صور العقل بأنه سحر ليدل على قيمته الغالية .
